عن أبي سعيد الذري عن النبي (ص) قال: " إياكم والجلوس في الطرقات فقالوا : يا رسول الله مالنا من مجالس بدٌّ نتحدث فيها فقال رسول الله (ص) : فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال غض البصر، و كف الأذى، ورد السلام والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
إن قرأنا هذا الحديث الكريم عن رسول الله بتمعن فسنلاحظ الكثير الكثير من الفرق بين ما يأمره ديننا وبين ما يفعله بعض شبابنا اليوم.
فالإسلام لم يمنع من اتخاذ الطريق مكان لتجمع الشبان إن لم يجدوا مكاناً خاصاًِ بهم يتحادثون فيه ولكن أين الحق الذي طالما تعالت أصواتنا بأننا على صواب ولا نخطأ أبداً.
فما يتعرض له الحي الذي يتجمع على أطرافه الشباب لأمر مزعج ومنكر من صياح والتلفظ بصوت عالي بكلمات بذيئة والقهقهة المتعالية في السماء كأنهم نسوا أنهم في حي سكني وليسوا في الصحراء الكبرى.
عدا أن الفتاة لا تستطيع أن تقترب من طريق يجتمع فيه شباب على هذه الشاكلة من كثرة النظرات المخزية والخارجة عن الحياء فأين غض البصر الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وإن اضطرت الفتاة للعبور فإنها تمشي مسرعة تكاد تتعثر تفادياً لتلك النظرات والتعليقات السخيفة والمخلة بالأدب
وإن خاطبهم أحد سكان الحي بكل احترام رد عليه أحدهم بكلمات فظة تنم عن وقاحة وقلة في الأدب غير آبهين باحترام من هم اكبر منهم سناً
فأين المعروف الذي أمرنا به الإسلام مع كل المنكرات التي بدل أن ننتهي منها نبدع فيها ونبتكر أكثر الوسائل الخارجة عن الأخلاق والدين
عدا السيارات التي لم تعد فقد وسيلة للتنقل صنعت لخدمة ولصالح الإنسان لتلبية حاجاته ففي السنوات الأخيرة اكتشف بعض الشبان فائدة أخرى إنما هي أمر منكر فأصوات الأغاني تكاد تهز الأرض دون أي إحساس بالآخرين وإظهار بعض المسؤولية
فإن لم نكن أشخاص إيجابيين في المجتمع أو نعمل الصالحات لديننا فعلى الأقل لنعطي الطريق حقه ولا نكن من الأشخاص السلبيين السيئين يبتعد الناس عنا لكثرة المنكرات التي نقوم بها